تقرأون الآن
في سرسق، بيت يتنفّس الأناقة

في سرسق، بيت يتنفّس الأناقة

في شارع سرسق، شقة من 255 متراً مربّعاً، من تصميم المهندس بولس الدويهي من وكالة Platau، منصّة رائدة في الهندسة والتنظيم المدني، متعدّدة الإختصاصات ومتمايزة بمقاربتها الهندسية. أنجز هذا الأخير بناءً يغيّر مفهوم التجربة المنزلية، من خلال عملية تدخّل مثالية وبسيطة في آن.

تمتاز هندسة هذه الشقّة الواقعة في سرسق بخطّ منساب دائري يصل بين طابقين، متنقّلاً بين ردهة الإستقبال بعلوّها المزدوج والغرف. بنية متموضعة بين واجهة زجاجية وأخرى خلفية عشوائية، تدعم مساحةٌ خاصّة تنظيمَها الثابت المستقيم مبرزةً الحائط الهيكلي المنجز من الباطون الخامّ على طول البناء والذي يسند منحوتة من المعدن الأسود. تشكّل هذه الأخيرة العامود الفقري للمسكن وتعيد ترتيبه بقسمين. فهي موضوعة بين حائط الباطون والأقسام الشخصية، معيدة تشكيل الأروقة ورابطةً بين أسفل الدرج والطابق الوسطي بخطوط مجرّدة وهندسية. نفس المنحوتة هذه تحدّد المطبخ وغرفة الجلوس أيضاً، موفّرةً علاقات مميّزة بين كلّ طبقة وصالة الإستقبال. ثانياً، يتبلور هذا العنصر الأساسي كحافّة وممرّ ضيّق في قاعة الضيافة المزدوجة الارتفاع، ويتحوّل إلى شرفة رائعة مطلّة على الصالون من جهة وعلى المكتبة من جهة أخرى. أخيراً، يتّصل بالأرض عبر سلّم بنيويّ. تتناقض لمسات خشبية مع الباطون والمعدن وتضفي حيوية على أحادية الألوان بفعل تبلورها بعدّة أشكال: حجرة المدخل المكسوّة بشرائح خشبية، الرفوف الأفقية في المكتبة، طاولة غرفة الطعام… تكتمل هذه البنية السوداء المنحوتة بتجهيزات معدنية للإنارة، من تصميم PSLab، تقطّعها إلى كيانات عميقة: يمتدّ سور الرواق فيصبح رفّاً مع مصباح للقراءة أو آخر من المعدن تعلوه إنارة ويشكّل أثاثاً للمدخل… يتمحور التصميم الناتج عن هذا الابتكار حول مداخلة من البساطة الأنيقة المندرجة بالكامل في السياق الهندسي للمكان في محادثة حميمة مع الموجودات.

نحو الأعلى